سوف تجد الايفون أغبى جهاز في العالم هو عنوان العديد من الفيديوهات على اليوتيوب، وعنوان العديد من المنشورات على مواقع السوشيال ميديا، العنوان بطبيعة الحال يجذب العديد من مستخدمي الأندرويد وليس مستخدمي آبل، لأن من يملك جهاز آبل يعلم جيداً أنه جهاز مميز لا يمكن استبداله وعندما تقول على جهازي غبي أو (حمار وكلب) مثل أطفال الروضة، سوف يكون ردي سامحك الله.
بطبيعة الحال هذا المقال ليس للرد على من يقول أن الايفون جهاز غبي، وإنما هو مقال تعليمي، يوضح الفرق بين فلسفة نظام iOS ونظام أندرويد، لأن أي شخص يتحول من نظام أندرويد لنظام iOS يأتي محمل بأفكار تعود عليها من هذا النظام، ولأننا عاصرنا أول جهاز ذكي وهو الايفون منذ بدايته، لم يكن هناك أندرويد ولذلك لم يكن الأمر صعب بالنسبة لنا، ونعلم أن مستخدم الأندرويد عندما يجرب نظام iOS يواجه بعض الصعوبة، ونحن هنا لكي نساعدك. قم عزيزي محب الأندرويد بقراءة المقال بعيداً عن التعصب…
كيف يكون الجهاز الأكثر مبيعاً حول العالم جهاز غبي؟
بداية دعني أوضح لك، أننا نتحدث هنا عن جهاز واسع الانتشار وليس رخيص الثمن ايضاً، ولن أتحدث عن مبيعات جهاز الآي-فون في الأعوام السابقة، بل في هذا العام أجهزة الآي-فون تحتل صدارة أكثر الأجهزة مبيعاً، فعندما تقول عنه أنه جهاز غبي، فأنت تتهم كل من يحمل هذا الجهاز بالغباء بسبب اختيارهم الغبي، وهم كثر، من غير المعقول أنه لم يفطن إلى هذا الغباء سواك، بالتأكيد هناك مشكلة بإطلاق كلمة غبي على جهاز معظم أصدقائك يستخدمونه، لو قلت الجهاز جيد لغيري لكنه غير مناسب لي، لكان هذا أكثر انصافاً
لا يوجد شيء صنعه البشر خالي من العيوب، ونحن لا ننفي أن جهاز الآي-فون ونظام iOS به عيوب، ونتمنى بعض المميزات، المشكلة تحدث عندما تكون الميزة عند البعض عيب، والعيب عند البعض ميزة، ودعنا نضرب لك بعض الأمثلة…
لا يمكن تسجيل المحادثات الهاتفية بواسطة الايفون
معظم ملاك أجهزة الأندرويد يذكرون أن عدم تسجيل المكالمات في الأي-فون عيب، وإن هذا متاح عن طريق الأندرويد ببساطة، المشكلة أن غير المتخصص لا يفهم أن الأندرويد لا يقدم هذه الميزة في نظامه، وإنما نظام محادثات الهاتف في الأندرويد غير آمن فبالتالي تسجيل المحادثات متاح للتطبيقات، تخيل إذا كان التطبيق يستطيع تسجيل محادثاتك، هل تأمن لنظام يتيح هذه الخاصية للتطبيقات؟ بالتأكيد هذا أمر مقلق أن يكون للتطبيقات إمكانية البقاء في خلفية النظام ومعرفة كل رقم هاتف يتصل بك، وايضاً القدرة على التسجيل. في نظام iOS هذا مستحيل، إلا عن طريق اختراق الجهاز عبر الجيلبريك الذي تسد آبل ثغرته فوراً وايضاً مستحيل للتطبيقات العادية بجيلبريك أو بدون جيلبريك أن تسجل المحادثة.
حتى أن بعض التطبيقات مثل TrueCaller يعمل في نظام أندرويد بحيث يظهر لك اسم المتصل الغير معروف لديك فوراً، وهذا ممكن لأن نظام أندرويد يسلم رقم الهاتف للتطبيق وبالتالي تطبيق TrueCaller يعرف كل الأرقام التي تتواصل معك، أما في نظام آبل رغم أن التطبيق نفسه متاح، إلا أنه لا يعرف أي شيء عنك، ويطلب نظام iOS من التطبيق أن يرسل له هو قائمة بالهواتف المعروف أنها مزعجة ويقوم النظام نفسه بعمل المقارنة دون أن يقدم للتطبيق أي معلومة عنك حفاظاً على خصوصيتك.
هل لاحظت الفرق أخي القادم من الأندرويد، الفرق كبير جداً، نعم نحن لا نستطيع تسجيل المحادثات الهاتفية، لكن في نفس الوقت لا يوجد تطبيقات يمكنها مراقبة هواتفنا واختراق الخصوصية، وإذا قامت آبل في يوم من الأيام بإتاحة هذه الميزة، سوف تتاح في النظام نفسه أو ستكون الميزة أمنة مثل ما فعلت مع تطبيقات التعرف على أسم المتصل.
لا يمكن غلق التطبيقات في الخلفية دفعة واحدة
تعود مستخدمي الأندرويد إغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية وذلك لتفريغ الذاكرة وجعل الجهاز أسرع، وهذا فعال فعلاً لأن نظام أندرويد يعمل مثل ويندوز، لكن نظام iOS لا يعمل بهذه الطريقة، نحن لا نقلق من التطبيقات المفتوحة في الخلفية، والجهاز لن يصبح بطيء اذا فتحت مليون تطبيق في الخلفية، والسبب أنه لا تطبيق يعمل في الخلفية اصلاً،
نظام iOS ساحر في هذه الأمور، كل تطبيق له حدود لا يتجاوزها وقواعد صارمة يجب أن يتبعها، وبالتالي أنا كمستخدم لا أبالي النظام تكفل بهذا عني، والأي-فون لا يصبح بطيء، والدليل القوي أن هواتف الأندرويد تأتي ب 6 بل 12 جيجا من الذاكرة الداخلية بينما آي-فون يأتي بـ 3 جيجا ويكون هذا أكثر من كافي. هذا يسمى إدارة الموارد، وكل الخبراء يعترفون أن آبل جيدة جداً في إدارة موارد الجهاز
لا يمكن تنزيل الأغاني والأفلام على الايفون
يمكنك تنزيل الملفات الصوتية والفيديو على جهازك دون مشكلة من متصفح سفاري، فهناك خيار تنزيل أصبح متاح منذ iOS 13، ونظام الملفات Files ايضاً اصبح رائع ويمكن أن يتم توصيله بمعظم الخدمات السحابية ايضاً، ربما انت تقصد الفيديوهات المقرصنة وغيرها، وآبل بالطبع لن تيتيح السرقة فهو أمر مذموم في البلاد المتحضرة والمفروض ان يكون مزموم عندنا من باب أولى، لكن أيضاً الأندرويد لا يتيح هذا، وكل من النظامين عندهم تطبيقات تتسرب في متجر كل منهم للتنزيل غير القانوني.
لا يمكن غلق صوت الإشعارات فقط وفي نفس الوقت الإستماع إلى رنة الهاتف
لا أبداً يمكنك هذا أنت فقط لا تعلم. بالعكس واحدة من أهم مميزات نظام iOS هو خاصية عدم الإزعاج، وهي خاصية رائعة، مثلاً أنت تلعب لعبة او تشاهد فيديو وتريد ان تغلق الإشعارات حتى تنتهي، الأمر بسيط جداً في لوحة التحكم ضغطة مطولة على أيقونة عدم الإزعاج، ويمكنك تلقي المكالمات، أو تلقي المكالمات إذا تكررت، ويمكن أن تسمع الصوت فقط إذا كان الجهاز مفتوح أو دائماً يكون صامت في حال شغلت هذه الخاصية. عدم الإزعاج أحد أهم نقاط القوة في نظام iOS وسهلة جداً في الاستخدام.
لا يمكن نقل الصور والفيديوهات من الحاسوب إلى الايفون
آبل لديها ميزة متواجدة منذ مدة طويلة تدعى AirDrop تجعلك تنقل أي ملف من أي جهاز إلى جهاز آخر، هذه الميزة التي سمعنا أن أندرويد أخيراً سوف تطور ميزة تشبها قريباً هي بالفعل ميزة تستحق التقليد، وأذا كانت أجهزتك هي أجهزة آبل مثلاً حاسوبك هو جهاز ماك، فلن تجد مشكلة أبداً في نقل الصور والفيديوهات من جهاز ماك بسهولة إلى الآي-فون، وكذلك بين آي-فون و آيباد وغيرها من أجهزة آبل، اما مشكلتك هنا أنك ترغب النقل من ويندوز إلى الآي-فون وهذا يعني الخروج من منظومة آبل، وهناك حل بالتأكيد لكن الحل يحتاج إلى تطبيق تقوم بتنزيله على الويندوز مثل (CopyTrans Photo) أو التطبيق المجاني (3uTools) وهذا منطقي لأن آبل لا تملك ويندوز، ونظام ملفات آبل مغلق لأنه مشفر وأمن، وحتى يكون سريع بعكس أجهزة أندرويد، لذلك تنزيل تطبيق يحول الصور من نظام ويندوز إلى الآيفون ثمن قليل للمحافظة على تشفير الملفات على جهازك، وتقوم بعمل ذلك مرة واحدة فقط ومن ثم يصبح حلمك بنقل الملفات من ويندوز إلى الأيفون شيئ بسيط
خرائط آبل غير جيدة، برنامج سفاري مزعج، برنامج البريد ممل
تجد مستخدم الأندرويد يخبر أن خرائط آبل مزعجة، وأن سافري سيء وان برنامج البريد ممل، وطبعاً لا أختلف معه في هذا ابداً، نفس الشيء في نظام أندرويد، قد أجد برنامج GMail منغلق على نفسه وان متصفح كروم يخترق خصوصيتي وبسهولة يمكنك أن تستخدم تطبيق آخر، وفي نظام iOS 14 سوف تتمكن من جعل التطبيق الذي تريده هو التطبيق الإفتراضي. لا تحكم على النظام من تطبيقات غير مناسبة لك أو لم تتعود عليها رغم أنها تعمل بكفاءة، فهي مناسبة بل ممتازة لغيرك.
وفي النهاية إذا أعطاك النظام حرية استخدام التطبيقات الأخرى، اذاً لا مشكل لديك. لماذا تصر على استخدام خرائط آبل، شخصياً أستخدم خرائط جوجل بالطبع، وربما أذا انتقلت إلى أمريكا أو إنجلترا بالتأكيد سوف استخدم خرائط آبل فهي أفضل في هذه البلاد. الأمر يعود لي كمستخدم، المهم أن التطبيقات حتى تطبيقات جوجل نفسها تعمل بسلاسة أكثر على نظام iOS، الجهاز لا ينهار، والتطبيقات لا تخترق خصوصتي والكل يعمل في تناغم.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان الموضوع مفيد اليك تفضل بترك تعليقك